الرئيسية / دراسات عن التجربة (تجريبي) / اسحاق الشيخ يعقوب: كتابة؛ بن وهيل وزعفران

اسحاق الشيخ يعقوب: كتابة؛ بن وهيل وزعفران

بقلم : اسحاق الشيخ يعقوب

صوتها يأتي من الغيوب و”الوطن” يحمل إليك المطر والفرح والسعد والكمأ.. ويبعدك قصياً قصياً .. إلى مضارب القبيلة.. يذكرك بالأرض التي أنبتت أجداد أجدادك .. ولونت أنفاسك بانحناءات السهوب، وكثبان الرمال، وحداءات الجمال، وتهامي أسراب القطا على انقاع الأمطار، ونمنمات الخنافس الصغيرة، التي عرت مفاتنها أشعة الشمس وفصحت دبيبها بين شقوق الأرض وجذور العوسج والعرفج..فكانت طعاماً شهياً لطيور الفلا المهاجرة.

همسها المسكون بالأمل والسعد والفرح، ينساب بين سطور مفرداته، كقطاة تتدافع إلى الغدير.. لها حضور أدبي يرج صفحة ماء النفس.. ومفرداتها المصمخة بالصدق والوفاء، تتساقط في قاع القلب.. فتثير التأمي وتقبس فتيل الأمل، وتفشي المسرة في القلوب المكلومة.. تتلفع بغموض جميل شفاف مفرح، كندف الثلج في ليلة مقمرة.. شميم الصدق والوفاء للأرض، يفيض بين شمائل سطور كتاباتها.. وتتهجد آناء الليل وأطراف النهار للقادم الجميل .. الذي يحمل المحبة في سلال نورانية نتوهج بالنبل والفضيلة.

تدير في دنان نصوصها الشفافة قهوة بن مزيجها هيل وزعفران… ورحيق مراسف فناجينها الصينية، تدير الرأس !! فيتناقل عذوبة مذاقات صيتها عازف الربابة في الخيام وبيوت الشعر…

بعد ان بلغها نبأ الأرض التي اكمأت الشعر والأدب …. امتطت صهوة ذلول أصهب يسابق الريح والفرح..!!! وراحت تنشر بشرى الخير بين أبناء القبيلة.. وتنبئ بصباحات مشرقة وتساءلت: والدهشة تعقد اتساع حدقات عيونها: “.. ومتى نبت في يابسنا المزمن؟ وكيف اخضوضرت سيقانه متطلعة نحو النور عبر القادم وآلاتي والداخل والخارج؟! وفي قرى لم نسمع بها يكتبون يبدعون. ويحملون البريد البعيد رسائل حبلى بالبشائر الخيرة، لنفتها ونستفرغ الأمل والحياة منها”..

وعلى الرمال الذهبية العارية… فرشت سجادة.

واستغاثت للمطر.

جريدة اليوم( السعودية)، 23 فبراير 1990 العدد 6097

 

عن Saadiah

شاهد أيضاً

23.عائشة صيام ،انطباعات

انطباعات   عائشة صيام من كل هذي الريح اخترت عاصفة هزمت لأسكنها.. من كل هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *