الرئيسية / ماء الحوار / الشاعر عبد الله البردوني: ضد الوحدة اليمنية لأن “الحساسيات” أكبر منها

الشاعر عبد الله البردوني: ضد الوحدة اليمنية لأن “الحساسيات” أكبر منها

(القبس / 22 ديسمبر 1994) سعدية مفرح:

عندما انتهى الشاعر عبدالله البردوني من الإجابة على آخر أسئلتي قلت له؛ “سامحني.. لقد أتعبتك بأسئلتي..”، فرد علي؛ “حسنا فعلت فأنا لا يصلح لي إلا التعب”!

والتعب الذي لا يصلح للبردوني إلا هو، لا تخطئه عين قارئ متمعن في دواوينه الكثيرة وعغبر قصائده التي شكلت مدرسة شعرية متميزة وشديدة الخصوصية..

ورغم أننا أردنا للقائنا معه أن يكون أدبيا شعريا إلا أن السياسة وهمومها أبت إلا أن تطل برأسها المحموم بين إجابة وسؤال!

وعبدالله البردوني الذي يحل ضيفا هذه الأيام على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يزور البلاد للمرة الرابعة في حياته، ومن الطبيعي أن يدور سؤالنا الأول له حول ظروف زياراته السابقة للكويت.

 

ـ كانت زيارتي الأولى للكويت سنة 1977 حيث مكثت شهرين لدى معارف يمنيين مقيمين في الكويت، ثم جئت في زيارة أخرى ضمن وفد من وزارة ال‘لام والثقافة لإقامة أسبوع ثقافي في الكويت، وكانت تلك الزيارة من أنجح الزيارات خاصة وأن الأسبوع الثقافي نجح نجاحا منقطع النظير وكانت العلاقات بين البلدين كأحلى ما يكون، طبعا قبل المشاكل الأخيرة، وكان ذلك قبل الوحدة اليمنية التي جاءت بالمصائب.

* أنت تذكرنا برأيك الخاص بالوحدة قبل حدوثها.. لماذا كنت معارضا لها آنذاك؟

ـ نعم كنت معارضا.. لقد قلت لهم آنذاك أنها مأساة وأنها سوف تأتي بالكوارث وتوقظ الكوارث النائمة.. وهذا ما حدث بالضبط.

* هل كان محض توقع أم استشراف للمستقبل القائم على قراءة الماضي؟

ـنعم هكذا.. استقراء للتاريخ.. لأنه كانت هناك حساسيات كثيرة بين الزيدية والشافعية، وبين الشمال والجنوب، وبين الرأسماليين والشيوعيين. إنهم كل هؤلاء هم أعداء وليسوا إخوانا فكيف تكون وحدتهم إلا تدبير لضرب الكل بالكل؟!. لقد كانت مؤامرة ضد الجنوب أولاًثم ضد الشمال ثانيا، الآن الشمال يعاني من التمزقات في الداخل والانهيار الاقتصادي. لقد أصبحنا نشتري الدولار بمئة ريال يمني وأحيانا بأكثر من ذلك.

* هل أنت مقيم في صنعاء هذه الأيام؟

ـ نعم.. في صنعاء.

* إذن كيف ترى الأوضاع هناك؟

ـ كما قلت لك هناك بؤس اقتصادي وتمزق في داخل الناس، بعد انتهاء الحرب وبعد أن زالت مخاوف الناس منها جاءت بعد ذلك الكوامن والرواسب العدائية التي كانت كامنة في النفس.

موقف المثقفين

* ما موقف المثقفين في اليمن مما يحدث؟

ـ المثقفون ينتمون لانتماءات وفئات مختلفة فمنهم من ينتمي للسلطة ومنهم من يعاديها، ومنهم من هو مستقل، ومنهم من هو محايد، المثقفون لم تطبعهم الثقافة بطابع واحد أو تصفهم بالواحدية. إنهم كسائر الناس فمنهم الهادئون، ومنهم المتربصون ومنهم المتقوقعون، ومنهم الخائفون، لأن هناك خوفا شاملا، فالخوف يحكم الجميع في ظل إرهاب بوليسي قبلي..

* أتذكر أنني قرأت لك في بعض الصحف العربية أبياتا ظريفة ضد الوحدة اليمنية.

ـ لقد كنت أتكلم من منطلق العداء.. حتى قبل الوحدة.. لقد قلت:

يمانيون في المنفى

ومنفيون في اليمنِ

جنوبيون في صنعاء

شماليون في عدنِ

* هذه أبيات قديمة، ولكنني أعني الأبيات التي قيلت إبان أو بعد الوحدة الأخيرة.. أعتقد سنة 90، أو 91.

ـ نعم.. نعم تذكرت.. إنها قصيدة نشرت عام 1991 قلت فيها:

هذا الذي سميته منزلي

كان انتظارا قبل أن تدخلي

إلى أن أقول:

يا بنت أن الضمد قولي لنا

أي عليّ سوف يخصي علي!

 

وفي اليمن الضمد يعني اقتران الثوريين، وكانت المرأة الحميدية في اليمن التي تتزوج رجلين في وقت واحد يسمى زواجها زواج الضمد، وكنت أعني أن وحدة اليمن عبارة عن زواج ضمد ليس بين ثوريين وإنما بين رئيسين يدعى كل منهما “علي”.

* لقد استوحيت التراث والتاريخ الشعبي اليمني في هذه الأبيات وهذا ما يجرنا لسؤالك حول إصرارك في كثير من قصائدك على توظيف التاريخ والتراث الشعبي.. هل تقصد ذلك قصدا؟ أم أنه يجيء عفو الخاطر؟

ـ إن ذلك يأتي كملمح فني أو تاريخي يتناسب مع بنية القصيدة ولا يدخل اقتحاما عليها، وأنا عندما أذكر اسماأو حادثة معينة في الأبيات أحاول تفسيرها لمن لا يعرفها تاريخي، لكن عادة ما يكون المعنى واضحا حتى دون تفسير لأنها تقع في موقعها المناسب، ولا يمكن لي أن أطرح حادثة أو اسما مكانيا معينا إلا إذا كانت له دلالة لا تغني عنها أية عبارة أخرى.

والتاريخ بشكل عام أصبح فنا مقروءا يمكن الاستشهاد به على الحالة الثقائمة لأنها أصبحت غير معروفة الأسباب، لكن عند من يعرف التاريخ والتسلسل الزمني وتوارث الشر والخير يعرف أصل المسائل والحوادث، فالحوادث كما أرى تتوارث وتتناسل كالبشر ، والتاريخ لا يعيد نفسه فقط بل إنه متشابك ومتشابهة أحداثه وأيامه.

يستحقون السجن

* لقد عبرت عن رأيك المخالف والمضاد لرأي السلطة في صنعاءأكثر من مرة وعبر أكثر من منبر، وأنت ما زلت تقيم في صنعاء، فما هو موقف السلطة منك الآن؟

ـ إنها معتادة على ما أقول، ورجال السلطة هناك لا يقفون مني موقف رضا طبعا،  ولكنهم لا يستطيعون تجاوز ذلك لأنهم يعرفون أن هذا لا يغضبني ولا يهمن، كما أن هناك استعدادا لقبول ما حدث، وهذا الاستعداد هو الذي هون حدوثه منهم ومني، كما أن هناك عندي حصانة اجتماعية، حتى أنه قد أشيع في إحدى المرات أنني سجنت، فجاءت برقيات من الأدباء في بيروت ودمشق والمغرب وتونس وغيرها..

وعموما أنا صابر على مكارههم وعلى إجحافهم في حقوق المواطن، فهم الذين يستحقون السجن.

أكبر من المدارس

* تضفى دائما على قصائدك أجواء من الفكاهة والمرح دون أن يخل ذلك برزانة القصيدة العمودية لديك.. فكيف توفق بين الأمرين؟

ـ الفكاهة تختلف عن المزاح والسخرية، أنا فقط أحب التفكه.

* يصنفك البعض كشاعر كلاسيكي، البعض الآخر يصنفك كشاعر مجدد، فكيف تصنف نفسك إن جاظ للشاعر أن يصنف نفسه؟

ـ التصنيف عموما صعب على الدارسين وعلى المدروسين، وأنا عموما (لا) أنتمي إلى مدرسة أدبية أو شعرية معينة لأن الشعر أكبر من المدارس ولأن القصائد شمخت ووجدت شامخة قبل التصنيف المدرسي والمذهبي.

* ولكن طبعا هذا لا يمنع الشاعر من أن يتأثر بشاعر معين أو بمجموعة من الشعراء، فهل تأثر البردوني بشاعر معين؟

ـ لقد تأثرت بجميع الشعراء، ففي بداياتي في الأربعينيات كنت عاكفا على دواوين المتنبي وأبي تمام والشريف الرضي، ثم ديوان شاعر يمني قديم غير مشهور اسمه حسن بن جابر العميل وشاعر آخر اسمه عمارة بن محمد الحكيم أو عمارة اليماني، وكان يفوق شعراء عصره في مصر وغيرها، بالإضافة الى تأثري بالأهازيج المحلية التي كان يرددها الناس وهم يزرعون ويحصدون ويقومون ببقية أعمالهم اليومية. وقد تتبعت هذه الأهازيج والأغادريد في عموم اليمن ثم جمعتها وكتبت عنها كتابا أسميته فنون الأدب الشعبي في اليمن، وقد ترجم هذا الكتاب إلى الانجليزية بواسطة منظمة الأغذية والزراعة التاربعة للأمم المتحدة.

* الواقع الأدبي اليمني يبدو بعيدا عن الواقع الأدبي العربي بشكل عام  فلا نسمع عن أسماء أدبية يمنية بشهرة البردوني مثلا!

ـ لا طبعا.. هناك المقالح والحضراني والقامي والمصوعي.. هناك أسماء أخرى.

* وماذا عن التيارات الجديدة في اليمن؟ هل تتابعها؟

ـ أنا أتابع كل شيء.. فما دامت هناك كتب تصدر وتكون ثقافة معاصرة ينبغي عليّ متابعتها، ولدينا في اليمندائما حركات أدبية توازي مثيلاتها في الوطن العربي، خاصة بعد انتشار التعليم وعودة الخريجين من جامعات دمشق والقاهرة والكويت وبيروت وموسكو، وهذه الأخيرة تخرج منها معظم أدباء اليمن.

* يبدون زماننا الأدبي وكأنه انحاز تماما للشعر الحديث على حساب القصيدة الكلاسيكية.. فهل تتذوق الشعر الحديث وتحب الاستماع إليه؟ أم أنك تفضل أيضا قراءة القصيدة العمودية التي تشبه قصائدك؟

ـ القصيدة الحديثة أو الحداثية بالفعل أصبحت هي السائدة، ولهذا تكون قصيدتي نابية حين تقرأ إما مطبوعة وإما مسموعة، حيث تزول الغرابة لما فيها ما في القصيدة الحداثية من الصيغ الجديدة، أما عن تذوقي للشعر الحديث فأنا بالتأكيد أتذوقه وأعرف مصادره ومن أين أتى..

* ومن يعجبك من شعراء الحداثة العرب؟

ـ أهمهم أدونيس ومحمد عفيفي مطر وشوقي أبو شقرا ومحمد الماغوط وغيرها من الأسماء التي لا تحضرني حاليا، ولكن رأسهم هو أدونيس كشاعر وناقد، وأذكر أيضا زوجته خالدة سعيد كمفسرة للأدب المعاصر، وبالمناسبة لقد استضافني أدونيس وخالدة في بيتهما في باريس عندما كنت مدعوا من قبل معهد العالم العربي.

الشعر أرقى

* نسمع الآن الكثيرين الذين يقولون أن هذا زمان الرواية وليس زمان الشعر.. فهل توافق على هذا الزعم؟

ـ لا أعتقد ذلك، إلا إذا نظرنا للأمر من الوجهة التجارية حيث تنتشر الرواية أكثر لأنها تتحول إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية، وهذا يعني أن الرواية قد تكون أكثر شهرة ولكنها تبقى أقل فنية من الشعر الذي هو أرقى الفنون القولية.

* وهل تتابع الروايات وتقرأها أم أنك تقتصر على الشعر؟

ـ طبعا أقرأها وأذكر أننا كنا في موسكو عام 1988، وطلب مني الأدباء العرب الموجودونإلقاء محاضرة عن نجيب محفوظ في دار التقدم في موسكو بمناسبة حصوله على جائزة نوبل، وطلب مني رئيس الأكاديمية الأدبية في موسكو أن يكون حديثي متضمنا رأيي فيما إذا كان محفوظ قد حصل على الجائزة لآرائه السياسية، أم لأنه يستحقها فنيا. ولكنني تحدثت عن بدايات نجيب محفوظ وكيف أن دراسته لكتاب الأيام لطه حسين انتزعه من عالم الفلسفة الذي كان يعد نفسه له إلى عالم الرواية، فقال لي الحاضرون؛ الجميل أنك تحدثت عن مرحلة غير معروفة تماما من مراحل  محفوظ، وبالمناسبة أود أن أخبرك الآن شيئا عن محفوظ..

* تفضل..

ـ إن نجيب محفوظ يتمتع بلباقة دبلوماسية ولا يمكن أن يجرح أحدا، وكل ناقد يأتي إليه ويقول له أنك تقصد في روايتك الفلانية كذا وكذا، فيرد عليه محفوظ بالقول؛ هذا صحيح وأنت فقط الذي عرفت المغزي الصحيح لروايتي، ثم يأتيه ناقد آخر برؤية أخرى للرواية نفسها وإجابة محفوظ هي هي لا تتغير، لأنه كبير وهو يعرف ذلك ولا يرد أن يجرح أحدا أو يتسم بالتعالي.

* إذا كان نجيب محفوظ يتعامل بهذا الشكل المتسامح مع النقاد فكيف يتعامل معهم البردوني؟

ـ أنا لم يكتب عني بالقدر الذي كتبه فيه عن محفوظ. هناك بعض الكتابات والكتب اليسيرة والقليل، وأول من كتب عني كتابا هو الدكتور محمد الرحومة، وكتابه بعنوان؛ “الدائرة والخروج.. دراسة في شعر البردوني”، وقبل أيام قابلت د. الرحومة في رابطة الأدباء في الكويت واكتشفت أنه مقيم الآن في الكويت، وقد تكلم هذا الناقد في كتابه عن الحركة الدرامية والجدل الشخصي والحواريات في شعري.

وهو أول من اكتشف   الجدل الدرامي الذي كان يوجد في المسرح فقط وليس في الشعر العمومي.

* ألا تعتقد أن تلك الحواريات والمونولوجات الداخلية التي تحفل بها قصائدك تحتاج إلى أجواء وقدرات خاصة في الإلقاء؟

ـ هذا صحيح، وعندنا الشباب المسرحي يتدرب في أول أمره على إلقاء قصائدي على المسرح وخصاة قصيدتي “سندباد في مقعد التحقيق”، وهذا النوع من القصائد بالفعل بحاجة إلى تنوع في الصوت وفي الأداء.

فلوس الجائزة

* تحدثنا قليلا عن النقاد الذين كتبوا عنك.. فهل تعتقد أن الشاعر يحتاج إلى الناقد بالفعل؟

ـ النقاد يقيد الشاعرإذا كان ناقدا حقيقيا وعرف نقائص أو هنات لدى الشاعر، فالناقد البصير والخبير هو الذي يعرف الشاعر بأخطائه مما يساعده على تجاوزها، أما الناقد الذي يقف عند الكلمة ومدلولاتها فقط فهو الذي لا يزيد غير أن يعرف العارف بما هو عارف.

* قبل قليل تحدثت عن نجيب محفوظ ونوبل.. ما رأيك بظاهرة الجوائز الأدبية خاصة وأنك أحد الفائزين بجائزة العويس عن عام 1993؟

ـ نعم.. الآن أنت تجلسين مع شخص ثري يملك مائة ألف دولار هي قيمة الجائوة . وقبلها لم أكن أتصور أنني أملك خمسمائة دولار مرة واحدة!

* وماذا فعلت بهذا المبلغ؟

ـ لقد أعدت طباعة ثمانية كتب من كتبي. بمعدل ثلاثين ألف نسخة لكل كتاب، وأشتريت بيتا للسكن أما بيتي القديم فقد حولته كمخزن لهذا العدد الكبير من النسخ التي سوف أظل أبيع منها حتى أموت وهكذا أنفقت المبلغ كله.

* وهل لديك مشاريع كتب جديدة لم تطبع بعد؟

ـ أعمل الآن على الانتهاء من وضع كتاب بعنوان “الجمهورية اليمنية”، يحكي عن اليمنقبل وبعد الوحدة، وهو يعتبر الجزء الثاني من كتابي السابق”اليمن الجمهوري”.

* نعود لرأيك في الجوائز الأدبية..

ـ الجوائز سلاح ذو حدين، فهي قد تتسبب في إلهاء الأديب بالمزيد من الانتاج الأدبي. إن كان كاتبا مثل نجيب محفوظ مثلا لا يمكن لملايين العالم أن تلهيه عن الكتابة . ولا يمكن للفقر مهما اشتد عليه أن يمنعه من الكتابة، لأن طبيعة الإجادة والاستمرار في الكتابة أصبحت جزءا من وجوده. وللجوائز قيمة، فهي قد تعين الكاتب على طباعة ونشر كتبه خاصة بالنسبة للأدباء الذين تتوفر لهم دور نشر تنشر أعمالهم كما هو حادث لدينا في اليمن. وأنا مثلا أفضل طباعة كتبي في بيروت وليس في أي مكان عربي آخر، لأنه حيث توجد رقابة لا توجد دار نشر حر، وهذه الحرية هي التي تميز دور النشر اللبنانية عن غيرها.

المستقبل للحميني

* تشتهر اليمن بنوع من الشعر الشعبي يسمى “الحميني”.. فماذا عن مستقبل هذا الشعر؟

ـ أنا أعتقد أن الشعر الحميني سيستمر في المستقبل حتى أكثر من الشعر الفصيح لأنه يتطور مع الشعب، وبشكل عام لا يوجد فن من الفنون يمكن أن ينقرض أبدا.

الكويت تطورت

* يا ترى ما هو دور المرأة في حياة الشاعر البردوني؟

ـ أنا مؤمن تماما بالمساواة بين الرجل والمرأة ومؤمن بأن المرأة لا تقل في مستوى العطاء الثقافي والإنساني عن الرجل بأي حال من الأحوال.

* وما هو دورها في حياتك الخاصة؟

ـ حياتي مع المرأة عادية جدا، لقد تزوجت في البداية ثم ماتت زوجتي رحمها الله وبقيت أرمل لمدة سنتين ولكنني لم أستطع البقاء دون زوجة فتزوجت من فتحية زوجتي الحالية، وهي مجازة في الأدب الانجليزي ، وعندما أسافر لأي بلد أجنبي تكون رفيقتي ومترجمتي في الوقت نفسه، وهي عندما تصف لي الأشياء والناس حولي تصف كل شيء بدقة متناهية كعادة المرأة في الملاحظة.

* وهل تساعدك في كتابة وتدوين قصائدك؟

ـ الأصدقاء والأخوة حولي هم الذين يساعدونني في القراءة والكتابة، فزوجتي للأسف تعاني من قصر شديد في النظر ولا ترى إلا بواسطة النظارة. وفي هذا الصدد تحضرني واقعة طريفة حدثت في بيتنا عندما حضر محصل الكهرباء وأعطى زوجتي فاتورة بمبلغ كبير.. فقالت له؛ كيف تريد كل هذا المبلغ للنور ونحن في البيت أعمى ونصف؟!

* بمناسبة تواجدك في الكويت هذه الأيام.. نسألك عما تعرفه عن الواقع الأدبي والثقافي في الكويت؟!

ـ ما أراه هو أن هناك تطورا وهناك نكسات خفيفة انبثقت عنها وثبات جديدة. الكويت الآن ليست هي كويت بداية الثمانينات أدبيا. لاحظت أن هناك تطورا في جمهور المثقفين وفي حسن تلقي الأدب في القاعات والشوارع والمكتبات التي أصبحت ضخمة جدا.

 

عناوين أخرى نشرت مع اللقاء:

أنا صابر على مكاره رجال السطلة وإجحافهم، وهم الذين يستحقون السجن.

حياتي عادية مع المرأة وهي لا تقل عن الرجل

الرواية أكثر شهرة ولكن الشعر أرقى الفنون القولية

بقيمة جائزة العويس اشتريت بيتا جديدا وملأت القديم بكتبي

الإخوة والأصدقاء يساعدونني في القراءة والكتابة

الأدب الكويتي أصيب بنكسات خفيفة انبثقت عنها وثبات جديدة

(القبس 22 ديسمبر 1994)

 

عن Saadiah

شاهد أيضاً

لميعة عباس عمارة: لا يمكن أن تصل المرأة إلى العبقرية لأنها لا تملك أنانية الرجل‏

2 يناير 2002/ سعدية مفرح: “أنا الغريبة في أهلي وفي وطني”، هكذا افتتحت الشاعرة لميعة …

تعليق واحد

  1. آمنة النصيري

    حوار ممتع ، وأسئلة ذكية من شاعرة متميزة ومثقفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *