بقلم: سندس العريني
أسابيع قليلة مرت على موضوع كان وليد وسائل التواصل الاجتماعي ، أقلع العنوان المستحدث على مجتمعاتنا من مطارات الهاش تاج وانتشر بسرعة البرق ، كيف ولماذانحتاج الكثير والعديد من المقالات لسرد جوانبه من نواح عدة سواء كانت نفسية ، دينية أوثقافية ؛ ألا وهو”#خليها_تعنس ” .
من تقصد أيها المغرد بهذه الكلمة ولمن توجهها ؟ لفتاة تركتك تهيم في صحراء الخيبة رافضةً عرضك لها بصداقةٍ مؤقتة ، أم إلى جارتك التي سئمت من همزك ولمزك لها في كل مرة تمربها من أمامك ،وأنت غير مكترثٍ بحقوق الجار.. أم إلى أختك ؟ نعم أختك لقد نسيت أنها مشمولة ضمن هذه التغريدة النشاز.
ألم تعلم أن الزواج رباط مقدس لا يحق لك الاستخفاف به ؛ نعم أنا معكم يا معشرالشباب أنكم تريدون الباءة-وهذا حق – ولكن هل اكتشفتم قدراتكم ؟ أيها المغرد من خلف الشاشات من أين لك بهذه الكلمة “العنوسة” من أين جئت بها فلم تحتضنها قواميسنا بل نحن ابتدعناهاوباتت دخلية على لغتنا ؛ولكن هنا يأتي دور “العاهات والتقاليد” التي اختلقت قوانين وشروط للزواج ، فقد انقسمت المجتمعات واختلفت الثقافات وكل يهيم في وادٍ، تناسى الجميع شرع الله وانشغلوا حتى “ألهاهم التكاثر”.أن الله عز وجل حلل الزواج وقدسه وجعل الطلاق أبغضَحلاله لكن الله لم يحدد أعماراً لا يصلح بعدها ممارسة حق الاستقرار والتمتع به ودليلنا هنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم “من أراد منكم الباءة فليتزوج” أي من كان منكم مقتدراً وقادراً من جوانب عدة لتحمل تلك المسؤوليةالكبيرة فليُقدم عليه ، فالزواج ليس أبواباً تُطرق ومن ثَم التوجهالىغرفة استقبال الضيوف ثُم نظرة شرعية يليها إما قَبول واستلطاف أو رفض وعدم وفاق.إعلم جيداًأن تلك التي تقدم لك المشروبات ترحيباً بك وتجلس أمامك في أبهى صورها ،قد أعادت هذا المشهد مراتٍ عدة فأنت لست بالأول.
كم أنثى جَرحتها بتغريدةٍ بلهاء لا محل لها من الإعراب ؟ و كم كنت قاسٍ في حكمك على تاء التأنيث التي ظُلٍمت بانتقادكالذي خلط الأوراق مع بعض الحالات الشاذةالتي يرفضها بل ويستنكرها العقل في شروط يضعها الأهل وكأن ابنتهم سلعة تباع وتشترى ، لكنها ليست بحجة تستوعبها الضمائرلتغفر لك تغريدة تطير كما الخفاش ببن أروقة الشبكة ألعنكبوتية.
أي قاضٍ نَفَذَ حُكمه بل وأصبح دستور مجتمع يسوده الجهل ، جعل من ذات العشرين ربيعاً لا تصلح زوجة بحجة أن عنفوان الشباب سيكون بوصلة لإلهائها عن مهامها كزوجة وأم ، وكيف لأميرة الثلاثين أن يُحكم عليها بالتنازل لقِلة الفرص ، أي فرص!! بل ويصل الأمر أن تُقال “لا”باستعلاءٍ للمتوجة على عرش الأربعين أن الخريف سيلاحقها أينما حَلّت ، أيعقل هذا !!
إن كل هذه بدع لم يُنزل الله بها من سلطان ، فإن كان هذا لسان حال مجتمعنا وهذا الفكر يترعرع في عقول شبابنا ، هنا فقط أؤيد هذه ألتغريدة بل وسأغرد .. ” #خليها_تعنس ” نعم ، أما أنت فلترحل من الصالون .
سندس العريني