الرئيسية / دراسات عن التجربة (تجريبي) / حرق الدم.. آخر الحالمين

حرق الدم.. آخر الحالمين

بقلم : محمد مستجاب

من أين تبدأ العواصف؟ من الحلم، وكيف تفتح الفؤاد للأعاصير؟ بالشمس، وما لذي يشطر الدوامات؟ الرمل، ومتى تنغلق عيون الرؤى آخر ليل الواقع، وما الذي يبقى بلورة في النخاع ؟ الشعر، وتتدفق الشاعرة الخليجية سعدية مفرح بحراً يغمر آخر الحالمين، لا تجيب عن السؤالات ولا تنحني أمام القرارات ولا تلهث تحت سطوة الجوابات، موسيقى متأججة تطوح القصائد لتنطلق بوحاً وسهاماً وشجناً وناراً وبؤساً ورصاصاً خروجاً على الواقع، وانشقاقاً على حدود الملموس.

أشعارها قصيرة مدببة توخر وتؤلم وتحول بينك وبين التثاؤب، تمزق الجلد وتدمي القلب وتحيل الكيان فرناً من اللهب الأبدي، شعر آخر غير ما ألفناه منذ نازك الملائكة وملك عبد العزيز حتى وفاء وجدي..

يقول الأصدقاء: هكذا هي الموجة الكاسحة من أشعار الخليجيات، وأقول لكن أشعار سعدية تحفل بالمغامرة على المعهود والمقامرة بالمألوف ودخولاً إلى المناطق الشائكة، حيث تصبح القصائد ارتجالاً متقافزاً لاهثاً يصطدم بالأمنيات ويقع صريع الحلم الدموي.

آخر الحالمين كان، قصائد قصيرة، تمهد حتماً للقصيدة الطويلة ذات المعمار الشامخ والأجنحة المشبعة بالمعاني والدلالات فهل ننتظر قصيدة طويلة من الشاعرة سعدية مفرح ؟

الشرق الأوسط(لندن)  العدد 4287 – 24/8/1990

 

عن Saadiah

شاهد أيضاً

23.عائشة صيام ،انطباعات

انطباعات   عائشة صيام من كل هذي الريح اخترت عاصفة هزمت لأسكنها.. من كل هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *