الرئيسية / فواصل / “في زمن الكورونا”.. وما أدراك ما الكورونا

“في زمن الكورونا”.. وما أدراك ما الكورونا

قراءة في مجموعة قصصية..

/ د.نورة ناصر المليفي

زمن الكورونا وما أدراك ما كورونا ؟

الكاتبة هيا علي الفهد
الكاتبة هيا علي الفهد

كورونا 2020 اقتحمت العالم بأسره بل اقتحمت كوكب الكرة الأرضية بامتياز مع مرتبة الخذل والهوان ، لأنها فشلت في الميدان وانهزمت في ساحة القتال ، وأثبت الإنسان أنه أقوى من كل داء ومن كل وباء . 

زمن الكورونا مجموعة قصصية للكاتبة هيا علي الفهد وبمعنى أصح للأديبة الإنسانة الراقية ، التي جعلت من جائحة كورونا فرصة للإبداع الأدبي . 

أديبتنا غنية عن التعريف وغنية عن المدح والثناء .

هيا علي الفهد شهدت لها الساحة الأدبية بأربع روايات :

الشيطان يقف عند بنات إبليس ، رسائل تكتب بدم القلب

يقودني التفكير للجنون ، تجربتي مع تلك .

كما شهدت الساحة الأدبية بست مجموعات قصصية للأستاذة مخالب ، العشق له ألوان ، نقطة ومن أول السطر ، جسد مهجور . 

واليوم تطل علينا هذه الأديبة المبدعة بمجموعة قصصية جديدة لامست الواقع والظروف التي يمر بها العالم بأسره ، وكانت قريبة جدا من المواطن الكويتي ، فعبّرت بصدق عن كل بيت كويتي مرت به كورونا ، ورسمت بدقة العواقب النفسية لهذه الجائحة على البيوت الكويتية ، فأزمة بهذا الشكل ومنع تجول وحظر كلي وجزئي وحجر منزلي ، كل هذا سبّب آلاما نفسية ومشاكل اجتماعية في بعض الأسر الكويتية ، انتهى بعضها بالجفاف العاطفي أو بالهجر العاطفي والجسدي، وانتهى بعضها الآخر بالطلاق والانفصال بلا عودة . 

شرحت هيا الفهد بأسلوب قصصي مباشر حجم جائحة كورونا على الأزواج بصفة خاصة وعلى الأبناء وعلى الأهل والأقران بصفة عامة دون مبالغة منها ، بل ما خفي أعظم ، وكل هذا بسبب كورونا.

ويبقى السؤال هل استسلم هذا الشعب لكورونا ؟

من جهة ثانية نجد في مجموعتها القصية الجانب الإيجابي لهذه الجائحة ، فقد تطوع الشباب ، وأبدعت الشابات في المنزل بممارسة هواياتهن ، وبعض من الناس جعل من كورونا سببا للرزق ولفتح مشاريع صغيرة .

وبالنسبة لأديبتنا كانت كورونا لها سببا في الإبداع الأدبي حيث أنجبت مولدة جديدة سابعة لأخواتها الستة بعنوان (في زمن الكورونا) ، ويظن الكثير أن هذه المجموعة تسلط الضوء على كورونا فقط ، لكنها مجموعة قصصية متنوعة ، اجتماعية وعاطفية و وطنية ، وقد جاءت قصة (في زمن كورونا) في مجموعتها في الترتيب الرابع ، ومنها جاء اسم مجموعتها.

هذه المجموعة تحمل إحدى وثلاثين قصة قصيرة :

سجن من نوع آخر ، احفظ لي ذاك القلب ، الشمال الأفريقي

في زمن الكورونا ، سلبية المشاعر ، انحباس ، وحيدة ،تسجيل

تعبئة ، انتقام ،اختلاف بيئات ، من حيث أتى ، حنق ، مصائب قوم ، لا شيء يستحق الانتظار ، حلم كالخيال ، عفوا اتركي مكانه ، يكسرنا رجل ، الحظر ، قسوة النقد ، العربة ،لا أبالي 

(أيهم أقرب إليكم نفعا) ، شظايا المفاجأة ، وأغلقت القلوب 

هروب لشيء آخر ، في قلوب الصديقات ، مخطط ،صرخة

غربة وكورونا ، اغتالت كورونا العيد .

عن Saadiah

شاهد أيضاً

دائرة الضوء؛ خلف جدار اسمنتي

أحمد ناصر السميط/ تمثل المعرفة المدخل الرئيس لبناء الفكر والثقافة الجماهيرية والفردية، وهذا الأمر تتوارثه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *