بقلم: عبدالله الفلاح
بمناسبة اللا مناسبة…
“إشفاقاً على تماثيل الشمع… نبتت لدينا تماثيل كلام”..!
“الكلمة” في البدء كانت هي “الفعل”، إما نحن فلم نعد أيها القارئ المغلوب – أو المقلوب – على أمرك .. نجيد أكثر من الكلام والعيش في قيلولة الفعل… وأنت لا تدرك بأن إنزلاقاً لغوياً قد يحدث ونذهب هباء.
في صفحات تضج بالكتّاب أو “الجثث”، يتوهم القارئ بأن لدى “الكاتب” القدرة على تغيير المسار باسم المنطق أو الحرية – أو الوهم – بين ليلة وضحاها، ولا يعلم بأن الكثير من الكتاب ليسوا قادرينً على تغيير أنفسهم، لأسباب اقتصادية أو أيديولوجية، أو “الأنا” الدنيا .. الدنيا جداً .
هناك من الكتاب مَن يحاول ألا يتمزق كثيراً.. محافظاً على لحظة عذاب الضمير تلك التي تفصل بين القناعة المتغيرة والمبدأ الثابت، وهناك من يجيد المراوغة بالكلمات “أو بالأقنعة”، مخبئاً رقصة الشيطان خلف كلماته دون أن يمنح القارئ ولو لحظة احترام.. وأحياناً يتراجع بنرات الأفعى!
وهناك أيضاً من يكتبون بوعي – طاعن في السن وطاعن في الرؤية – يدعى الحائط ،ولن نقول إنه قد يكون حائط المبكى !، وآخرون تكتب لهم “الأشباح”، يرقصون بين الفتات وعلى قياس علب الليل.. وغيرهم “يكذبون عليكم” باسم الصوت المرتفع وهم ليسوا أكثر من “فزاعات”!
أصناف متعددة ومختلفة دربت كلماتها على الأزمنة الحافية، باسم الفئة والطائفة والقبيلة، تمارس اللعب داخل الكراهية، وتكتب من توابيتها الفاخرة، وعارها الناعم، تنثر الكلمات التي تنفث الغبار والخراب دون وعي ودون خجل أيضاً، متوهمة بأنها تملك كلمات تلامس القمر وهي بالكاد تلامس الأقدام.. بسببها صدئت اللغة وأخذت الهاوية مداها وغسل الزمن يديه!
ويبقى أولائك الذين يجيدون توقيت الكلام، حتى وإن تحولت رؤوسهم إلى دهاليز بسبب قانون الإعلام، إلا أنهم لم يقفلوا عيونهم وعقولهم وقلوبهم أيضاً، يرفضون الكتابة “إجلالاً لثقافة الببغاوات”.. قد لا يملكون شيئاً سوى “فعل الكلمة” – أو كلمات القلب – ولا يطمحون بشيء سوى الكتابة وبلاد طيبة، يبنون الإنسان بالإنسان والبلاد بدقات قلوبهم .. لا بالمال! .
القائمة طويلة وإن كنا نبحث عن لحظة تضيء المشهد بأكمله..
أيها القارئ أنت الحقل / أنت الأصل.. ألا تزعجك الفزّاعات؟
@alfalah_a