الرئيسية / قصائد / تَواضَعتْ أَحلامي كَثيراً

تَواضَعتْ أَحلامي كَثيراً

1:

أُريدُ مُجرَّدَ جناحيْن

أَوْ يَكُفّ روحي عنْ تَوْقِهِ للطَيَرانِ

 

2:

أُريدُ أَنْ أَصْرخَ كُلَّ صَرْخَتي

من دون أَنْ أَنْتظرَ سُؤالاً ما

 

3 :

أُريدُ أَنْ أَتَخلَّص منْ كُلِّ ما يُعيقُ دّمْعتي

عن هدَفِها المُؤَجَّلِ

أَوْ نُقْطتِها الأَخيرةِ على السَّطْرِ

 

4 :

أُريدُ أَنْ أُغَنَّي

من دون أَنْ أَضْطر لتأليفِ كلامٍ

أَوْ أَرْتجلَ لَحْناً

أَوْ أَرفع صَوتي

 

5:

أُريدُ  كُرةً أَرْضيةً

أَرْسمُ خريطَتَها

وفقاً لتضاريسِ وجْهي

وأَشُقُّ أَنْهارَها وبِحارَها

على طريقِ دمْعتي

 

6 :

أُريدُ كُرةً أَرْضيّةً أُخْرى

أُخَبِّئُها في صَدْري

كُلَما أَرَدْتُ الخروجَ من البيتِ

من دون عباءةٍ

 

7 :

أُريدُ شَجرةً تُغنّي

وعصفورةً تُهادنُ الريحَ

وبحْراً يكتُبُ مذكَّراتِهِ كُلَّ فَجْرٍ

وجوازَ سَفَرِ صالحاً في كُلِّ المطاراتِ.

 

 

8 :

أُريدُ مظلّةً مُزيّنةً بِقُرنفلةٍ

وكتاباً مَفتوحاً على الفهرس

وأَصابعَ تُجيدُ نَقْرَ لوحةِ المفاتيح

 

9 :

أُريدُ مُجرد مخدّةٍ مُريحةٍ

وأَحْلاماً تَسيـْرُ أَحْداثُها

وفقاً لسيناريوهاتي المرسومةِ سَلَفاً.

 

 

10 :

أُريدُ حٍكايةً قديمةً بنهايةٍ سعيدةٍ

أَحْكيها للصغارِ

وأُشيرُ لصُوَرِ أَبْطالِها في أَلْبومِ العائلةِ.

 

 

11:

أُريدُ مُجردَ إِطارٍ بسيطٍ وجميلٍ

للوحةٍ بدائيةٍ رسَمْتُها بالقلمِ الرصاصِ

ولوَّنتُها بالأَلوانِ الخشبيّةِ..

كيْ أُهْديها لصديقتي البعيدة.

 

 

12 :

أريد أن تتَّسع غرفتي

لتحتوي كل كُتبي الكثيرةِ

أَو تصيبني نوبة جنونٍ

فأحرق هذه الكتب.

 

 

13:

أُريدُ ذكرى حلوةً

ويَقيناً شِعريّاً..

ونَهاراً جديداً

 

14:

أُريدُ كِسْرَةَ “عُود”

أَضَعُها على جَمْرةٍ مُتَوَقّدَةٍ

فيَفوحُ العَبَقُ المُعطًّرُ

بينما أَشْربُ قَهْوتي الصباحيّةُ

من دون أَفْكارٍ مُسبقةٍ

لِبقيّةِ النهارِ

 

15:

أُريدُ غوايةً جديدةً

لأَيامٍ فقطْ..

 

 

16:

أُريدُ فيلماً بالأَسودِ والأَبيضِ

أُغنّي مع بَطَلتِهِ

أَتَخَيَّلُني بِكِنْزَتِها الضيقةِ

وتَنُّورتها الفَضْفاضةِ

أمسح دمعتها

وأَضْحكُ على سذاجَتِها

حتى أُبَرِّر سذاجاتِ تاريخي كلِّهِ

 

17:

أُريدُ أُغنيةً هادئةً

لليلٍ ساهرةٌ عيونُه

 

 

18:

أُريدُ نهاراً طويلاً ومُزْدحِماً

بِرائحةِ البحرِ والرمْلِ

وعوادم السياراتِ

وبقليلٍ من المكالماتِ المفقودةِ

في هاتفي النقّالِ.

 

19:

أُريدُ نهاراً قصيراً جداً

يَكفي لكتابةِ قصيدةٍ

أَكتُبها كما أَشْتهي

على مَهلٍ

من دون رتوشٍ

ولا مُسودةٍ.

 

 

20:

أُريدُ ليلاً قصيراً

مُؤَطَّراً بالهدوءِ

يَنْتهي بموتٍ

لا يَعني أَحَداً..

 

21:

أُريدُ ليلاً طويلاً

أَعْني طويلاً جداً.

 

22:

أُريدُ أَنْ أَحْيا

من دونِ أَنْ يكونَ ذلك قدري الأَزَليّ

حينَ تَعزُّ الخياراتُ.

 

23:

أُريدُ أَنْ  أَموت

منْ دون أَنْ أَضْطَرَّ لذلك

أَحْياناً..

 

24:

أُريدُهُ فقطْ

ما هوَ؟

منْ هوَ؟

لا أُريدُ الإِجابةَ على أَيةِ حالٍ.

 

25:

“لنا الصَّدْرُ دون العالمينَ….

أَو القبْرُ”

نَعَمْ…

لهذا المتواضِع كُلُّ الصُّدورِ حَتْماً

وليَتْركَ لي قبْراً

بنافذةٍ واحدةٍ على الأَقلِ!

 

عن Saadiah

شاهد أيضاً

لَوحتانِ وحُلًمٌ

1: لِأُثْري ذاكرتي الفَقيرةَ سَأَرْسُمُ بالقَلَمِ الرَّصاصِ كُوخاً تَنْتَصبُ أَمَامَهُ نَخْلةٌ مُثْمرَةٌ وتَرْعى حَوْلَهُ بَعْضُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *