دراسة نقدية واسعة من جزأين صدرت عن دار سعاد الصباح
سعاد الصباح بين الأدب العربي والأدب الفارسي
صدر كتاب (سعاد الصباح.. دراسات فارسية مقارنة)، والذي جمعه وترجمه وقدم له د.أحمد حسين البكر، وجاء الكتاب في جزأين ضخمين، اشتملا على مجموعة كبيرة من الدراسات الأدبية النقدية المقارنة بين شعر د.سعاد محمد الصباح وعدد من الشعراء الإيرانيين والعرب قديماً وحديثاً.
وجاء في مقدمة الجزء الأول: “تُعَدُّ سعاد الصَّباح واحدة مِن أكثر الشاعرات العربيَّات المعاصرات حضوراً على الساحة الأدبيَّة والثقافيَّة الإيرانيَّة، فقد تعرَّف الإيرانيُّون عليها وتابعوا إبداعها الأدبي منذ أن سَطَع نجمها في سماء الشعر، واعتبروا أشعارها نموذجاً لِلإبداع العربي المعاصر، ورأوا فيها نموذجاً لِلمرأة العربيَّة المستنيرة التي تسعى جاهدة مِن أجل التعبير بحريَّة عمَّا تؤمن به مِن معتقدات. وكانت معرفة الإيرانيِّين لها عن طريق روافد عديدة، منها الترجمة والدراسات الأكاديميَّة والمقالات الثقافيَّة والكتب الأدبيَّة”.
وأكد أن المجموعات الشعريَّة للدكتورة سعاد الصباح حظيت بنصيب كبير مِن الترجمات التي صَدَرت في إيران لأعمال الشعراء العرب المعاصرين، حيث ترجم الكثير مِن أعمالها إلى اللغة الفارسيَّة، وحظيت بعض دواوينها بأكثر مِن ترجمة، وتُعدُّ أكثر الشاعرات العربيَّات المعاصرات اللاتي ترجمت أعمالهن إلى هذه اللغة. هذا بالإضافة إلى قصائدها المترجمة في العديد مِن الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونيَّة الإيرانيَّة المهتمة بنشر الأشعار العربيَّة المترجمة إلى اللغة الفارسيَّة. أمَّا الدراسات الأكاديميَّة فتنقسم إلى عِدَّة أقسام، أوَّلها الأطروحات الجامعيَّة التي تقدَّم بها الباحثون الإيرانيُّون لِلحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه مِن الجامعات الإيرانيَّة المختلفة.
وأمَّا القسم الثاني مِن الدراسات الأكاديميَّة فيحتوي على المقالات التي نُشِرت لِباحثين إيرانيِّين في مجلات علميَّة مُحكَّمة بغرض الحصول على درجة علميَّة أكاديميَّة، ومنها الدراسات التي يَحتوي عليها هذا الكتاب وغيرها مِمَّا لم يَتسِع المَجَال لِترجمته.
وهناك مقالات أخرى تنتمي إلى هذا القِسْم مِن الدراسات، وهي المقالات التي كتبها الباحثون الإيرانيُّون باللغة العربيَّة لِنفس الغرض، ومنها «التناص الدیني في أدب المرأة الکویتیَّة: شعر سعاد الصَّباح نموذجاً»، لِلدكتورة فاطمة ذوالقدر، مدرسة اللغة العربيَّة وآدابها في جامعة الإمام الصادق في طهران، و«دور المنهج الأسلوبي في تعليم النصِّ الأدبي المعاصر: دراسة في ديوان إليك يا ولدي لِسعاد الصَّباح»، لِلدكتور أمير جهانگيري أستاذ اللغة العربيَّة المساعد في جامعة الرازي في كرمانشاه والباحث نورالدين پروين، و«دراسة أسلوبيَّة في قصيدة موعد في الجنة»، لِلدكتور عيسى متقي زاده أستاذ الأدب العربي في «جامعة تربيت مدرس» والباحث نورالدين پروين، و«دور تراسل الحواس في بناء الصورة الفنيَّة لَدَى سعاد الصَّباح»، لِلدكتور السيد فضل الله ميرقادري، أستاذ اللغة العربيَّة وآدابها في جامعة شيراز، وعلي خطيبي الباحث في جامعة شيراز.
ويَلحَق بهذا القِسْم أيضاً المقالات التي تتناول ظاهرة أدبيَّة أو فكريَّة في الشعر العربي المعاصر وتستشهد بأشعار سعاد الصَّباح في دراسة هذه الظاهرة، ولكنها لا تقتصر على أشعارها وحدها، وإنما تأتي ضمن أشعار مجموعة مِن الشعراء الآخرين.
وثالث هذه الروافد هو الكتب الأدبيَّة التي تتناول أشعار سعاد الصَّباح بالدراسة والنقد.
ويَدخل في هذا الباب أيضاً الكتب التي تتناول الشعر العربي المعاصر بشكل عام أو دور المرأة في الأدب العربي ومكانتها في المشهد الثقافي الحديث، وتشير إلى سعاد الصَّباح كواحدةٍ مِن أعلام هذا الشعر، وتستشهد بأشعارها كمثال لِلإبداع النسائي.
وآخر هذه الروافد هو المقالات المنشورة في الصفحات الأدبيَّة في الجرائد والمجلات المهتمة بنشر الأدب العربي المعاصر.
وقد احتوى هذا الكتاب على عشر دراسات أدبيَّة مقارنة نُشِرت باللغة الفارسيَّة في المجلات الأكاديميَّة الإيرانيَّة أو عُرضت في المؤتمرات العلميَّة، وهي مجموعة مختارة مِن الدراسات التي قارنت بين سعاد الصَّباح وكبار الشعراء الإيرانيِّين المعاصرين، واستخدم فيها الباحثون المنهج المقارن بمدارسه العديدة، الفرنسيَّة والأمريكيَّة والسلافيَّة الشرقيَّة، لِلوصول إلى النقاط المشتركة بين الشاعرة الكويتيَّة والشعراء الإيرانيِّين.
والملاحظ أن هذه الدراسات المقارنة قد عُقِدت بين سعاد الصَّباح ومجموعةٍ مِن روَّاد الشعر الفارسي المعاصر وأشهر شعراء إيران في العصر الحديث، وهم پروين إعتصامي وفروغ فرُّخزاد وسيمين بهبهاني ونادر نادرپور وژاله أصفهاني.
وأما الجزء الثاني فيَحتوي على عشر دراسات مقارنة، قارن فيها الباحثون الإيرانيُّون بين د.سعاد الصباح ومجموعة مِن كبار الشعراء الفرس المعاصرين، وتنقسم الدراسات فيه إلى قسمين، يَحتوي أولهما على أربع دراسات صدرت باللغة الفارسيَّة، وأولاها دراسة بعنوان «سيكولوجيَّة اللغة الشعريَّة في ضوء عنصر الجنس: مراثي ابن الرومي وسعاد الصَّباح نموذجاً»، لِلدكتورة كبرى روشنفكر والدكتور نور الدين پروين مِن جامعة «تربيت مدرس» في طهران والدكتور سيد علي دسب مِن جامعة «پيام نور»، والدراسة الثانية بعنوان «استخدام اللغة النسائيَّة في المرثيَّة المعاصرة: مراثي سعاد الصَّباح نموذجاً»، وهي لأصحاب الدراسة الأولى، وثالث دراسات هذا القسم هي «اللغة الغراميَّة في أشعار نازك الملائكة وسعاد الصَّباح»، وهي دراسة موازنة بين الشاعرتين العربيَّتين الكبيرتين لِلدكتور روح الله صيادي نژاد ومهوش حسن پور مِن جامعة كاشان، وآخر دراسة في القسم الأول مِن دراسات هذا الكتاب هي «التناص التاريخي في أشعار سعاد الصَّباح»، وهي مِن تأليف شهلا جعفري.
ويَحتوي القسم الثاني مِن دراسات هذا الكتاب على أربع دراسات صَدرت باللغة العربيَّة لِباحثين إيرانيِّين مُتخصِّصِين في اللغة العربيَّة وآدابها، ويُجيدون التأليف بالعربيَّة. حيث كانت أولى هذه الدراسات هي «التناص الدیني في أدب المرأة الکویتیَّة: شعر سعاد الصَّباح نموذجاً»، لِلدكتورة فاطمة ذوالقدر، مدرّسة اللغة العربيَّة وآدابها في جامعة الإمام الصادق في طهران، وتحمل الدراسة الثانية عنوان «دراسة أسلوبيَّة في قصيدة موعد في الجنة»، وهي لِلدكتور عيسى متقي زاده أستاذ الأدب العربي في «جامعة تربيت مدرس» والدكتور نور الدين پروين الباحث في اللغة العربيَّة وآدابها، وثالث دراسة هي «دور المنهج الأسلوبي في تعليم النصِّ الأدبي المعاصر: دراسة في ديوان إليك يا ولدي لِسعاد الصَّباح»، لِلدكتور أمير جهانگيري أستاذ اللغة العربيَّة المساعد في جامعة الرازي في كرمانشاه والدكتور نور الدين پروين. أمَّا الدراسة الرابعة والأخيرة من دراسات هذا القسم فهي «دور تراسل الحواس في بناء الصورة الفنيَّة لَدَى سعاد الصَّباح»، لِلدكتور السيد فضل الله ميرقادري.