الرئيسية / بلاغة الوصل / غيم ولولو ودخان(مشوار)

غيم ولولو ودخان(مشوار)

شعر :جارالله الحميد(*)

مهداة لسعدية مفرح ..بمناسبة الجائزة وبدون مناسبة أيضا ..

 

هو الآن لك

بجانبه قد جلست يؤجج وجنتك اختلاج التردد

وارتعش الليل شيئا قليلا

أسيلقى عليك كلاما ثقيلا؟

أم ترى اخترت أيسر صدري

لتسمع لين الكلام

لأن الكلام جميل

وأنت الذي قد جعلت الكلام جميلا؟

مثلما شاء لك

أيها الموغل في الصبوات الحسان

استدار إليك

رأي شعرك المستريح

وراود عينيك لكنما ما استطاع إليك سبيلا

كلما ارتعشت وجنتاك هلك!

كلما ارتبكت كلماتك التفت إليك رأيتك عذبا كما لم تكن

فكأنك حين جلست بجانب قلبي

أردت اقترابك يوجعني

فاحتملت طويلا ..طويلا ..طويلا!

“جيت بنهار

جلست جنبي مرتبك..خجلان

قدامنا مراية

وما بيننا دخان

نسكت..نحاول نبتسم

بس انتظار

ودي أقول لك : يا هلا

وأقول : وش هالزين يا فنان؟!”

وهو الآن لك والذي أرسلك

حزنك الغض الذي جللك!

أم غموضك حين يراود بوما

فما يستطيع سوى بسمة لا تدوم

تجعل الليل وردا

بياضا

غيوم صباح

ورائحة سلسبيلا

لماذا جعلت الدخان عليلا ؟

وجعلت الهوى مستحيلا؟

وأرى الآن سرب حمام

يناديك همسا ويهرب ثم يعود

وأنت تنام

تنام خفيفا وتحلم أن الشوارع

تبحث عمن يوزع فيها ملامحه

وأن الغروب توقف في شارع

ثم ناداك

ولما أفقت وجدت الشوارع ليلا بخيلا!

فابتلعت الدموع الصغيرة

ثم استدرت بلا هدف وللقلب قلت: ما أثقلك!

أيا ناعسا ـ بعد ـ ما أجملك

ويا سمعنا في الهدوء العميق

أين منا الطريق؟

وإلى أي الجهات ترى نسلك الآن؟

وهل قبلنا من سلك؟

 

“هذا النهار!!

يا ليت مبارك. بغفوة ليل

حتى يصير لهمسنا أسرار

تدري بكلام الليل

تدري بلمبات الطريق الناعسة

وتدري بكل العتمة في الأشجار

يا الله ..أنا ولهان!

والليل أطول من سواد الليل

أقسى من صراخ الريح

أيا مكحل ترى زودت بالتجريح ”

 

وأنا أضعنا الطرقات

وفي حرها النووي و”غبرتها”

قد وجدنا مراما ظليلا!

أكنا حلمنا سويا

وبين مضاجعنا كل هذا الطريق

وهذا الركام الغبي؟

فمن هو هذا الذي ضللك؟

من أراد بك السوء؟

وكانت أصابعهم تشير إلى جهة كنت فيها

أمارس عشقك ضمن الذين أمارس عشقهمو

شارعا ..شارعان ..مدنا وقصائد

تقول بأني حزين

وأشهد أم الحزين جميل

إذا كان يدمع حزنا جميلا

قد اصطبغت بالدماء التي منك كل عروقي

فيالي قتيلا!

أفمن جندلته العيدان الكسولة يدعى قتيلا!

“جيت بنهار

ورحت بنهار

والساعة مصلوبة على وجه الجدار

تعلن : مواعيدك غدر

وأن القمر ألوان”

كنت بالأمس أركض في بحر عطر

يجيء ولا يستمر

وهذا زمان مرير وذي طرقات أمرّ

ولن تستريح إذا كنت حدقت فالأمر أمر

وما بهجة الصبح لؤلؤة الشعر في الغيم

رائحة السحب البيض

سوى بعض طير يفر

وأنت الذي في النهاية :حبر

وأنت الذي قلت أن المحبة صبر

وقلت بأن الكلام الذي قال عطر

فتخير لك الآن فاتحة

ثم قل أنه المستقر!

“وشلون أجل لو كان”مسيارك”

بغفوة ليل؟

تنام عيون وتصحى عيون

وعيون سهدي ما تنام

دايم، ابد ، سهران؟ !

سهران مسحور بغموض الليل

مفتون بالهمس المعطر بالغموض

والصمت

لا قلت لك: وين انت؟

تقول : ابد …سهران !”

إنني لست لك

ولكنني قد أصير يسارك كي أقترب

آه …ما أعدلك

آه …ما أجملك

أتدري؟

سأقول لهم : إنني لن أموت عليلا!

ولا أرتضي أن أسمي القتيل بدون جراح

ولكن قلبي صريح كماء عيون الحمام..

هديلا ..هديلا ..هديلا.. هديلا !

(حائل)

 

ملحق جريدة الوطن الكويتية  ، 6 مارس 1993

 

(*) شاعر سعودي

 

عن Saadiah

شاهد أيضاً

طائر الارتباك

شعر : ألما ترشحاني(*) الإهداء : إلى الشاعرة سعدية مفرح (1) لها كم يطيب الصهيل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *