للشاعر السعودي جار الله الحميد
مهداة إلى : كتاب الآثام
إن في موهن الليل بعض الزجاجة
يا صاحب الليل
يا موغلا في الموسيقى
ومدثرا في الجريدة !
أتسمع هذا الهدوء المميت ؟
إنه قاتلي ، ورفيقي
صاحبي : إن رأسي مزيج الغواية والخوف والصبوات البعيدة
ونبضي جديد ( كما كان )
مذ طاله النفي
يوم الولادة
أعطني صدرك الجم أني أراني أجر ذنوبي :
جريحا ، وعطشان ، مكتهلا ، وحزينا
صاحبي كم ضللت طريقي !
وكم فتنة راودتني
وكم كنت أحمل نعشي على كتفي
على بعد متر ( فقط )
من رصاصة ظلي الذي يتربص بي
إنه قاتلي ورفيقي !
تائها في زجاج المطارات
منكسرا : أتذكر كيف ملأت الحقيبة
( قدام ) أمي
وما سألتني : إلى أين ؟
هذا حريقي ،
جعلتني الكوابيس ضيفا على غرف الأصدقاء
الذين يلوذون بالصمت حين أحدثهم عن ( رهاب ) الفنادق
وأنا الآن في ظل عينيك أسرج خيلي
أناديك : يا صاحبي وحبيبي
أناديك : يا صاحب الليل يامن على فمه قبلة ليس تدري إلى أين تذهب ؟
يا سيدي وطريقي
إن في الليل ضوء الزجاجة
فتدفأ به
ثم نعبر هذا المضيق !
المضيف الذي يتلف الساهرين
الذين …
وفي موهن الليل فر الفؤاد جنونا .
طيرته بساتين عينيك مصطفقا
يتخبط في شجر أخضر من بساتين عينيك
أين تمضي البساتين بي ؟
أين تمضين بي يا غوايات ؟
أي الأسرة لي ؟
أي صدر أعانق ؟
كنت أقوم قليلا
وأهدي سبيلا
وما قط قاسمني الضعفاء رغيفي
إلا شكرت لهم نبلهم
ويدي مثل قلبي بيضاء من غير سوء
( أوزع جسمي ) بـ ( نبل ) الصعاليك
على القوم مبتهجا يا صديقي .
وأنا الآن أسرج في ظل عينيك خيلي
إلى حيث ألقى المدائن
وأترككم خلف ظهري
سآوي إلى مدن تتحدث بالشعر لا مدن يكتب الناس فيها تقارير عن بعضهم
ويشون بجيرانهم
إنني يا صديقي
قطعت عروق الزجاجة
لكي يصحو حبيبي
يقبلني قبلة الياسمين !
الطليعة ـ 20 مايو 1998