بقلم: نصرة عمر
ينشأ الفرد منا منذ الصغر في بيئة تعبق بالقيود وفرض الرأي وكبت الحريات، ابتداءا من الأم التي ترفض نقاش ابنتها معها وتتوقع منها الطاعة العمياء، إلى المعلم الذي يوبخ التلميذ الذي يمطره بأسئلة كلها حب استطلاع وفضول ذكي ويوجهه نحو الالتزام بالمنهج فقط، إلى المدير الذي يقمع الموظفين الذي يطمحون بالتغيير في محيط عملهم ويسعون للتفكير خارج الصندوق.
كل ذلك يغذي في مجتمعاتنا ثقافة التلقين و التفكير النمطي للغاية، ويسهل محاربة كل فكرة جديدة مهما بلغت درجة الابداع والتميز فيها فقط لأنها جديدة على القوالب والبراويز التي تملأ أرشيفنا المجتمعي.
لذلك..قرار منع العديد من الكتب في معرض الكتاب لم يفاجئني ويستفزني بقدر ما استفزني السماح للعديد من الكتب الضحلة فكريا وأخلاقيا بالنشر، بل وامتلأت بها صالات المعرض. تساءلت.. ماهي آلية الرقابة في وزارة الاعلام؟ و على أية أسس قرروا منع النشر لكتاب دون الآخر، وإن كان لابد من المنع.. لم لا تكون الأسباب جلية وواضحة؟!.
كيف لكاتب كويتي مميز على الصعيد العربي وربما العالمي أن تمنع روايته في بلده؟! بلده الذي يتوجب لأبناءه بأن يفخروا ويسعدوا بوجود روائي كويتي في مثل عمره بينهم. لكنه وللأسف بدلا من أن يكون محاطا بالترحاب والاعجاب والتقدير.. لجأ للمحاكم لأخذ حقه بنشر روايته وناله بجدارة.
لا أقبل انعدام امكانية الحوار والنقاش بين .. مهما كنا مختلفين في خلفياتنا الثقافية والاجتماعية. و لا أقبل أن تكون الاجابة على تساؤلاتي ب ” بس جذي!” أو “من غير ليه”
وحده محمد عبدالوهاب الذي هزمني حينما غنى وقال:
“من غير ليه آه يا حبيبي بحبـك
نصرة عمر