حتى أولئك الذين لا يريدون التوقف طويلا عند أي طقوس دينية خاصة، لأسباب تتعلق بأفكارهم المسبقة عن الدين، لا بد لهم من تجربة العيش في خصوصية شهر رمضان، إن لم يكن على صعيد العبادات، فعلى صعيد العادات. على أن قدسية الشهر الكريم لا جدال عليها بين الجميع تقريبا، ولهذا لا …
أكمل القراءة »أمجد ناصر.. وقناع المحارب
تقودنا الكلمات إلى مرتقانا الأخير. دائما كنت أتخيل الحياة على شكل قصيدةٍ غير مكتملة، وأن الموت وحده سيضع النقطة في نهاية سطرها الأخير. وربما لهذا يكتب الشعراء قصائدهم بلا نقط في نهايات الأسطر الأخيرة. تبقى القصيدة مفتوحةً بانتظار نقطتها الأخيرة المعلقة بخيطٍ رفيعٍ من الرجاء فوق بئر بلا قرار. لست …
أكمل القراءة »مذكرات طالب حلم
“يرتدي ملابس المدرسة في صحراء بعيدة.. يخرج قبل الخامسة فجرا، كي يدرك طابور الصباح.. يؤوب وقد شارفت الشمس على المغيب.. رجوع إلى الرمل بشروط المدينة؛ لا ذئب، لا بيت شعر، ولا حنين ناقة”. هل يكتب علي المسعودي مذكّراته أم مذكراتي؟ هل يروي تاريخه أم تاريخ جيل كامل تشظّى، في سبيل …
أكمل القراءة »كقابضة على الماء..!
عندما غادرت بوابة مدرسة النعيم المتوسطة للبنات في الجهراء قبل أيام، وجدتني أردد بيني وبين نفسي بيت قيس بن الملوح الشهير: فَأَصبَحتُ مِن لَيلى الغَداةَ كَقابِضٍ / عَلى الماءِ، خانَتهُ فُروجُ الأَصابِعِ وليلى التي تخصني في ذلك البيت هي سنوات العمر التي تصرمت وانسابت من بين فروج الزمن على الرغم …
أكمل القراءة »الشاعر الميت الشاعر الغبي
الشعر لا يموت، لكن الشاعر، وهو حي، يموت ويشبع موتاً أيضا، على الرغم من خلود فكرته واسمه شاعرا. أما الموت المقصود هنا فهو توقّف الموهبة لديه عن التقدّم إلى الأمام قيد أنملة. كأن يصحو هذا الشاعر من النوم ويكتشف أن مخزون الإبداع لديه قد انتهى، وأنه لم يعد قادرا على …
أكمل القراءة »نظّارة وصورة من مخازن الطفولة
شيئان مستلان من مخازن الطفولة القديمة ما زالا يتحكّمان في مسيرة متاعبي الضاجة بين جدران الذات، والتي يسميها العلم الحديث عُقدا شخصية، يبرع النفسانيون الجدد في اجتزازها من ذواتنا الطفلة، كأطراف زائدة، من دون أن يقترحوا علينا بدائل صالحة لملء الفراغات بين الروح وذاتها، وبين الجسد وتحولاته على مدى الأيام …
أكمل القراءة »“وطن مزور” وسؤال الهوية
لا أدري ما السر الذي أعادني إلى إعادة قراءة رواية “وطن مزور”، بعد شهور قليلة من قراءتي الأولى لها في أثناء سفر ما، فالتبست عليّ أحداثها، وتماهيت مع بعض الشخصيات فيها، وأنا أعيش وأعايش بعض الإشكالات التي حاولت الرواية أن تعالجها. وكنت أنوي الكتابة عنها، ولكنّ مشاغلي اللاحقة أنستني الأمر، …
أكمل القراءة »وهل العيـش إلا هناك؟
“قيل لأعرابي: كيف تبْتردُ بالبادية إذا انتصفَ النهار، وانتعلَ كلُّ شيء ظلَّه؟ فقال: وهل العيش إلا هناك؟ يركض أحدنا ميلاً فَيَرْفَضُّ عَرَقاً كالجمان، ثم ينصب عصاه ويلقي عليها كساءه، وتُقبل عليه الرياح من كل جانب، فكأنه في إيوان كسرى”. سحرني هذا الأعرابي زمنا، فكنت أحفظ مقولته، بعد أن قرأتها في …
أكمل القراءة »نحن مسؤولون أيضاً
في كل الحوادث الدموية القاتلة، والتي ترِد تحت مفهوم ما يسمّى الإرهاب، نجد أنفسنا في الدائرة نفسها، حيث تتكرّر المفردات والعبارات، والتي نحاول أن نعبّر من خلالها عن آرائنا في المقدمات والنتائج. وبغضّ النظر عن هوية القاتل، أو المقتول، في مثل تلك الحوادث الإجرامية، نجد أن المقدمات واحدة، وبالتالي، فالنتائج …
أكمل القراءة »الجنرال في نهايته
تابعت الحراك الجزائري الراهن منذ بداياته على شاشات التلفزيون المختلفة. وتعاطفت، كعادتي، مع مطالب الشعب المرفوعة في لافتات الشوارع، وكلماته الموزّعة في هتافات وتصريحات وأناشيد. عودة إلى خضم الربيع العربي في بداياته، وربما استعادة صورة مستحدثة من صوره المكرّرة. وعندما آلت الأمور إلى إعلان الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، استجابته …
أكمل القراءة »