شعر : عبد العزيز العجلان
الإهداء : إلى التدفق الشعري الخليجي الأنيق ..سعدية مفرح
لماذا تغيم السماء
لماذا يفيض الرمادي من زبد الضوء
يملأ كل الزوايا
وتصبح كل الدروب وكل الجهات سواء
كيف تصير رمال الطريق المسيج بالمطر العبثي
ركاما
وتصبح كل الحكايا هباء
إنها الأسئلة
الحصار الذي سوف يحتز دفء الاماسي
بوح الرغاب العذاب
وما خلقته لك اليقظة الذاهلة
تطرق مستخذيا
مثقلا زائغ الخطوات
ها أنت خلف الملاذ ..السياج الشهي
شريدا وحيدا
يحاذر أن ينحني
أن تخون العيون انكساراته
أن يرى أحد مقتله
إنها الأسئلة
تحاصرك الذاكرة الآن
تميد على مدخل القلب سيدة البيد ناثرة عطرها ملقية ضفائرها للمساء
تهوي إلى القلب يرتد بين يديها بصيرا
تميد بك الذاكرة
وفيما يرى العاشقون ترى قلبها بين عينيك وشما
وإطراقها في الدروب انتظارا
تؤوب إلى الذاكرة
تستل كل التفاصيل
كل الذي لم تنل منه غضبتها الباهرة
نظرة
همسة
صخب الوهج الليلكي
حفيف القصائد حين الترنم
إسوارة حائرة
تطرق
تلمحها خلف وقع التفاصيل رائحة غادية :
سكون خجول ،
عينان واجمتان نائيتان
قبرة ترفض الانحناء
تصيح بك الذاكرة
ألست الذي أشعل البدء؟
تجلد
فإن لمعت طعنة فاحتبسها
وإن جمحت مهرة لا ملام
فأنت الذي لا تجيد معاملة الخيل
ولا تستطيع ترويض زهو الخزام
تعاودك الصور المثقلة
تميد بك الاسئلة
لماذا غدت دون كل الحكايا الملاذ الأخير
الشراع الأخير ؟
وكيف نمت زهرة القلب بين يديها
كيف غدت رعشة البدء،
فيض الندى ،
هديل الحمام الحيي
..وأورق في ناظريها موات الكلام ..
جريدة الجزيرة ، 28 يناير 1996
|