/ عبدالله الفلاح
علينا قبل كل شيء الاعتذار للجاهلية عن جهلنا وتجاهلنا .. قبل أن يتحول التاريخ إلى علف للبلاهة!
إنه زمن الأصنام والقطيع.
أصنام صنعت بالشكل الأكثر درامية للمهزلة، وقطيع يتناول الديمقراطية مع قليل من الغيبوبة … وكثير من الغباء!
في بلد تكثر فيه الأصنام – أصنام بطولات الوهم والخديعة – التي ساهمت ونجحت في تجفيف وعي جيل لم يعد يعرف أين يضع خطواته الضائعة..!
أصنام .. يتبعها قطيع لم يدرك ولو للحظة أنها صنعت بأيدٍ حكومية، وأيدي مشيخة، وأيدٍ فذة .. تعي تماماً كيف تقنع هذا القطيع الذي لم يدرك ولو للحظة أنه يسير وفق حاسة سادسة عرجاء، ولن يفهم أنه مجرد وقود بشري .. وليته يصلح لتشغيل ساعة من الزمن!
أصنام .. لم تكن أكثر من مستودع للصراخ، تقدم خطاباً أشبه بنص كوميدي تلعب فوقه الوجوه والكلمات وثرثرة على طريق الهاوية.. وضعت مستقبل البلاد والأجيال على بند وحيد هو المجهول!
أصنام .. تعرف تماماً كيف تمارس الخديعة وتتماهى مع الفوضى في ظاهرها وإن دعت إلى “مدينة أفلاطون الفاضلة” .. فهي لم تعانِ يوماً مما يعانيه البسطاء في هذا البلد ولا يعنيها إن أخذت البلاد إلى “المقبرة” … وربما ستقول هذه الأصنام أنها “المقبرة الفاضلة”!
ولسنا بحاجة لسؤال الأصنام عمّا وضعت في حقيبة الكلام … لأن هناك من يصدقها، ولم ييأس حتى الآن … ولكن إذا أخذنا بقول الكاتب جين هوغلاند عن “قوة اليأس .. فعلى هذه الأصنام الحذر من اليائسين ، لأنهم مجانين أحياناً، أحياناً كثيرة!
وإذا أعدنا الأصنام إلى جذورها، فمنها من صُنع من طين وآخرى صنعت من “التمر”… وعليها أن تنتبه للتاريخ، فهناك جيل إذا لم تجد منها نفعاً تحطمها، وجيل آخر “يأكلها”، لأنه جيل لا يصلح للحظة عار..!
إعتذروا للجاهلية عن أصنامكم وقطيعكم الذي لن يسمع ولن يعي حتى وأن صرخ قس بن ساعدة ألف مرة… لأن النوم طال أكثر مما يلزم، ونحن في جاهليتنا الكبرى!
@alfalah_a
مقال جميل وواقعي وصادق ولم يتثني احد
شكرا على اعادة الاستاذ عبدالله الفلاح للكتابة .