للشاعر الفلسطيني الكبير؛ هارون هاشم رشيد
مع التحية للشاعرة العربية الكويتية سعدية مفرح لكتابها (وجع الذاكرة)
أبلغ إسهام من مجلة العربي بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية .
(1)
وجع بها ما بعده وجع يبقى بذاكرة الأيام يتسع
أغلى بلاد الأرض،أقدسها تيسبى، من الأوطان تقتطعُ
فالقدس،عاصمة مكبلة في الأسر في أغلاله تقعُ
أقداسنا،فيها مهددة بالهدم ، يمحوها ويقتلعُ
هم يزعمون بأنها لهم وبأنهم منها لها رجعوا
وبأن هيكلهم ، على أنقاض أقصانا سيرتفعُ
(2)
الشعر كم من صرخة هدرت للشعر، من للشعر يستمعُ
عودوا لذاكرة مؤرقة عودوا لما فيها،به انتفعوا
عودوا عسى يجدي بها ألم عودوا عسى يجدي بها ولعُ
صرخات من أهليكمُ ظلت زمناً طويلاً وهي ترتفعُ
صرخات من أهل لنا ثبتوا في دورهم وديارهم زرعوا
أسر بكاملها بكل تراثها من دورها ترمى وتنتزع
صبحاً مساءً كل ثانية في القدس أهوال بها تقعُ
والعالم العربي منشغل عن نجدة للقدس ممتنعُ
متروكة للاحتلال بها للهدم يستشري ويتسعُ
من غير أمتنا ونجدتها من غيرها للغوث يندفعُ
فالمسجد الأقصى وصرخته تعلو بها خوف بها هلعُ
في القدس آثار مخلدة في غفلة تسبى وتنتزعُ
(3)
ما بعد: ماذا بعد أمتنا؟ آلاف (معتصماه)ما سمعوا
قمم هنا وهناك ما ذكروا شيئاً قد انفضوا كما اجتمعوا
القدس في خطر، ومسجدها الأقصى على وشك بها يقعُ
ماذا تبقى غير زلزال يهوي به ، بعد الذي صنعوا
فالحفر من زمن تواصله ما أوقفوا عنه وما منعوا
هي صرخة للقدس أرفعها فعسى لعل وربما اقتنعوا
(4)
زوار يالله مقدمهم للقدس كيف؟ تساؤل فزعُ
فالقدس دامية محاصرة فيها احتلال ظالم بشعُ
يأتون والمحتل يمنحهم إذناً إذا دخلوا وإن منعوا
يأتون والمحتل يمنحهم إذناً إذا سجدوا وإن ركعوا
ما قيمة الزوار إن حضروا وخطاهمُ تحصى وتصطنعُ
يأتون حتى في دعائهمُ لأوامر المحتل قد خضعوا
(5)
ويقال هم للدعم قد حضروا ولشد أزر القدس قد جمعوا
والأهل فيها بالأسى لهم نظروا ، وفي أعماقهم فجعوا
هم غاية التحرير غايتهم ما زحزحوا عنها وما رجعوا
من أجلها سالت دماؤهمُ ما مرة بخلوا أو امتنعوا
تتابع الثورات عندهم منذ (البراق)وليس تنقطعُ
ما منهمُ يرجون غير خطىً للغوث للتحرير تندفعُ
ماذا ترى في القدس قد شهدوا صوراً لها الأكباد تنصدعُ
فالمسجد الأقصى وصرخته تعلو بها الآحاد والجمعُ
(6)
هي صرخة استنجاد أرسلها والله يشهد وهو يستمعُ
سيقام هيكلهم فأنذركم ما دام هذا الحال يتبعُ
في يومها لا نافع ندم في يومها لا شافع فزعُ
هي صرخة الأقصى أجددها تبقى بذاكرة الأيام ترتجعُ
تبقى لأجيال مخبأة في الغيب تبرق فيه تلتمعُ
والله أكبر صرخة تعلو جبل المكبر فيه ترتفعُ
يأتي بها عمر يذكرنا والفتح مقتحم منها ومندفعُ
(7)
عودوا إلى التاريخ ينجدكم ما فيه لاكذب ولا خدعُ
أولاء أهل القدس مذ حملوا الرايات ما ذلوا ولا خضعوا
منها من القدس الشريف مضت راياتهم بالفتح تندفعُ
ماذا أقول وصرختي بلغت أقصى التشاؤم هزها الهلعُ
القدس في خطر أكررها والمسجد الأقصى بها يقعُ
وأعود أصرخ إنه وجع بذاكرة ما مثله وجعُ
مايو 2012