الرئيسية / فواصل / مرايا الرأي: المستحيل أن تقرأ كل شئ
لوحة لضياء العزاوي
لوحة لضياء العزاوي

مرايا الرأي: المستحيل أن تقرأ كل شئ

محمود بركة/
المستحيل أن تقرأ كل شئ , ولكن تقرأ عن كل شيء هو ذلك مواجهة كسر المستحيل .
لغات ورفوف من الكتب ومنصات إتصاليه تتعدد ويفوق ذلك أزمنة الأوبئة و الحروب والعلم, وفقدان الإنسان السيطرة لما يدور حوله , ربما هيٌ إشارة لاحتمال خروج المصير لمصير اَخر,كيف شكله لونه أرضه عمره؟
كل ذلك فضاء مفتوح للاَراء التي تدور حولنا وندور معها نحوّ التجديد والتغير للدورة الدموية للكائنات و الأجسام الأرضية, في زمن صاغ فيه الإنسان شكله الاَخر المتحرك من الريبورت الذي تحول معه الجماد لعقل وأيدي تتحرك ربما ذلك يُعيدُناَ إلى من أوجد فكرة النشوء والارتقاء (تشارلز داروين) التي أوضحت ميكانيزمات التطوير حيث البقاء للأفضل والأصلح.
يقول فيلسوف الصيني من زمن قديم تسون تسي؛ “كل الأشياء مبتدعة من نوع واحد هذا النوع الواحد تعرض لكثير من المتغيرات التدريجية المستمرة حتى انتهى إلى كل هذه الأشياء المختلفة الأشكال لم تتشكل وتختلف مرة واحدة بل على العكس قد اختلفت جيلاً بعد جيل.
تخطفنا عقولنا لتوجيه الاَراء نحو التغير المنتظر لحلقات القوة السياسية والهيمنة الاقتصادية القادمة وملامح المتغير الاجتماعي في سنوات أصبح فيها العلم والسوق يتقدمان بشكل سريع ومرعب.نقف عند فكرة التقدم الإنساني الذي تحتاج للعديد من المراجعات والقراءات في سجلات الحضارات وحجر أدبيات الفلسفة وتقارير الحاضر واستشرافه, ليقرأ إنسان اليوم مسارات الارتقاء والتحولات التي شهدها الجنس البشري على مدار التاريخ ,صحيح ان التاريخ الحضاري والأدبي مليىء بالشوائب ومتعدد المشارب الصحيح منه, تتضخم به المكتبات بطرق متعددة إضافة إلى النوع الاَخر من الإنتاج الإلكتروني. هل سنقرأ كل ذلك , درب المستحيل شاق ولكن لنقترب من مدار المعرفة المتحرك ذلك الأهم طالما نعيش في عصر الاَراء والأفكار التي تتهافت بشكل متلاحق بأدوات مختلفة وطرق تمكنها من الانتشار الدولي ,بطبيعة الحال لايستطيع الإنسان أن يتحمل وضعية الصمت فهو دائم النطق يعبر عن ما يدور حوله مع اختلاف نوعية التعبير ومنهجيته , وبالرجوع إلى ما قبل أزمة الكورونا التي ربطت العالم كله في حرب صحية واحدة , كانت الاَراء تضج بالتعدد واليوم في ظل هذا الحجر الإجباري على العالم يصعب ان يطول صمت الأفراد بكل مستوياتهم العمرية والمعرفية من اللجوء الي التعبير وذلك إذ تم النظر إليه يشكل حالة من الوعي للنضج والقدرة على التعبير مع التحفظ على بعض نوعية تلك الاَراء.
في مختصر كتاب(في الحرية ) يقول جون ستيورات ميل” إن أسوأ مافي كبت الرأي هو أنه يٌعد سرقة للجنس البشري فيما زال الخير الناتج عن الفكر أكثر بكثير من الشر والرأي الممنوع إذا كان صواباً” هذه الكلمات لرجل الفلسفة الاجتماعية بعد أوجست كونت الباحثان عن الحقائق الغائبة, ربما في هذا الوقت كما كل وقت شهدته أجيال مركبة الأرض اشتباك الإنسان مع الأزمة ومربعات الماضي, والمستقبل الذي بدء يظهر بملامح مغايرة تبحث خلاله الدول والأفراد عن مكان ونصيب منه.
في نهاية الحديث بناء لحقيقة واحدة ان العصر يتقدم ويتشكل في صيغ وأساليب جديدة متقدمة تأخذ معها الفرد القادر على إدراك الأقطاب بفرض ثقلها وتنهي سيطرة القطب الواحد على العالم ,وهذا ما يمكن تسميته علاقة الإنسان بالاَراء علاقة وجودية يبحث من خلالها مصائر الاستعاب والتفكر في تجديد نشوء العالم المتغير لما بعد الأزمة الحالية.
ربما سنمضي وقت طويل او قصير في انتظار الخروج الجديد ولكن من المؤكد إن الوقت الذي يمضي علينا الاَن له انعطافات مختلفة من الصعب تعود بنا كما كنا قبل الظاهرة السلبية التي نعيشها ,وذلك تربية للأمل من الجديد كما كان يطلق محمود درويش على الوقت المحاصر والمغلق, فأين نحن والأمال العربية من مكانة المستقبل المشرق.

عن Saadiah

شاهد أيضاً

دائرة الضوء؛ خلف جدار اسمنتي

أحمد ناصر السميط/ تمثل المعرفة المدخل الرئيس لبناء الفكر والثقافة الجماهيرية والفردية، وهذا الأمر تتوارثه …

تعليق واحد

  1. مريم الزرعوني

    القارىء المثابر، و رحلة العقل في حقول الأفكار والآراء مقابل زمنين، ما قبل كورونا وما بعده. بورك الكاتب وقلمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *